تعيش كرة القدم التونسية حالة مخاض عسير أو هي ولادة قيصرية انطلقت أوجاعها منذ يوم 14 نوفمبر 2009 تاريخ انسحاب المنتخب الوطني من تصفيات كأس العالم ضد المنتخب الموزمبيقي المغمور. تداول منذ ذلك التاريخ على تدريب المنتخب إسمان كانت البداية بفوزي البنزرتي أثناء نهائيات كأس أمم إفريقيا 2010 بأنغولا وتوديع المنافسة منذ الدور الأول ثم انتداب المدرب برتران مارشان قبل إقالته وانطلاق رحلة البحث عن البديل. المكتب الجامعي عهد للجنة فنية مكونة من الثلاثي بلحسن مالوش وكمال بوغزالة ومحمود الورتاني تتولى تقديم "مقترح" بخصوص المدرب الوطني الجديد وللمكتب الجامعي المصادقة على هذا المقترح من عدمها. "التونسية" حاورت الدكتور كمال بوغزالة عضو اللجنة الفنية لاختيار المدرب الوطني ومساعد المدير الفني.
• بداية أين وصلت المساعي لإيجاد مدرب وطني ووفق أية معايير سيقع الاختيار؟
القناعة حاصلة لدى اللجنة بأنّ المدرب الوطني المقبل لن يكون إلا تونسيا سيما وأن الأمور لم تستقم مع المدرب الأجنبي وبالنظر إلى المرحلة الحساسة التي تمر بها كرة القدم التونسية والعقلية السائدة يمكن التأكيد أن المدرب التونسي هو الوحيد القادر على النجاح. إلى حد الآن هنالك 3 أسماء مطروحة سنتولى إحالتها مطلع الأسبوع على أنظار المكتب الجامعي الذي تعود له الكلمة الفصل إما بالقبول أو الرفض.
• بالنظر إلى سوق المدربين الأجانب وأجورهم الخيالية ألا يمكن القول إن اختيار مدرب تونسي أملاه معطى مالي بالأساس ناهيك وأن أجر أي مدرب أجنبي مقتدر لن يقل عن 80 ألف أورو شهريا؟
صحيح أن استقدام مدرب أجنبي يتطلب رصد أموال ضخمة لا قبل للجامعة بها على غرار مدرب المنتخب المغربي البلجيكي ألان غيراتس الذي يتقاضي 250 ألف أورو شهريا أي ما يعادل نصف مليار من مليماتنا، لكنني أود الإشارة إلى أننا ما "حسبناهاش فلوس" بالنظر إلى الوضع الراهن كما قلت النجاح لن يكون إلا مع المدرب التونسي.
• يتداول الشارع الرياضي ببلادنا خبر اختيار المدرب فوزي البنزرتي كمدرب وطني خاصة وأن رئيس اللجنة بلحسن مالوش سافر إلى خارج البلاد بما يعني انتهاء العمل المكلفين به ؟
لنكن صرحاء صحيح أن فوزي البنزرتي ينطلق بالحظوظ الأوفر لتدريب المنتخب رفقة اسمين آخرين(اعتذر عن ذكر اسميهما لكننا تمكنا بوسائلنا الخاصة من معرفة أنهما يوسف الزواوي وعمار السويح). ثلاثتهم يستجيبون إلى شروط وضعناها مسبقا وهي الخبرة والتتويجات المحلية والإقليمية والخبرة بالأجواء الإفريقية. كما أشرت فوزي البنزرتي الأقرب إلى تدريب المنتخب لكن مفاجأة آخر لحظة تبقى أكثر من واردة والكلمة الأخيرة تبقى للمكتب الجامعي.
• ماذا عن اسم المدرب المساعد للمنتخب الوطني وكامل الإطار الفني المرافق ؟
ذلك يبقى من مشمولات المدرب الوطني الذي ستقع تزكيته إن رغب سنقوم باقتراح جملة من الأسماء عليه وربما يقترح هو شخصيا على المكتب الجامعي تركيبة الطاقم الفني ككل. وكما أسلفت تبقى كلها ضمن باب التخمينات والفرضيات قد يعود مثلا سامي الطرابلسي وقد يكلف مدرب آخر بمساعدة مدرب المنتخب.
• نأتي الآن إلى عمل الإدارة الفنية ككل ما الذي أنجز منذ استلامكم رسميا مهام الإدارة الفنية قبل 3 أشهر وما هي الإستراتيجية التي وضعتموها ؟
أعتقد أن عمل الإدارة الفنية هو تتمة لعمل الإدارة السابقة والغاية الأولى والأخيرة هي الرفع من مستوى التكوين ومعادلة الشهائد المتحصل عليها بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. النية الآن تتجه إلى بعث مجلة علمية تحمل عنوان "المدرب التونسي" تنشر فيها البحوث العلمية والدراسات في مجال التدريب فضلا عن إقامة دورات تكوينية وتربصات لفائدة المدربين حتى تقع مواكبة التحولات المتتابعة التي تشهدها كرة القدم في العالم والأهم أنّ منتخباتنا الوطنية للشبان تتأهل إلى نهائيات كأس امم إفريقيا.
• ما ذكرتموه "كلام جميل ومعقول" ولكن هل يمكن فعلا تطبيق هذه الشعارات و 10 أندية من أصل 14 في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم أقالت مدربيها قبل انتهاء مرحلة الذهاب ؟
فعلا هي معضلة تعاني منها كرة القدم في تونس والإدارة الفنية لكرة القدم لن يكون بوسعها فعل شيء إن لم يتم سن قانون أساسي خاص بالمدربين التونسيين تسهر على حسن تطبيقه جمعية المدربين التونسيين حتى يعطى لكل ذي حق حقه.
• لما كان بلحسن مالوش على رأس الإدارة الفنية كان المدرب الذي تقع إقالته لا يحصل خلفه على الإجازة الفنية إلا أن هذا التمشي غاب بعد فترة وصار كل مدرب تونسي عكس الأجنبي- يقال يدخل في جولة ماراطونية من أجل الحصول على مستحقاته؟
هذا الأمر كما قلت لا تتحمل مسؤوليته الإدارة الفنية لأن لجنة النزاعات التي تنظر في الإشكالات التي قد تنشب بين المدرب والفريق أصبحت مستقلة عن الجامعة وبالتالي لا يمكن حجز أموال الفريق المتأتية من حقوق البث التلفزي أو البروموسبور ثم إن الإدارة الفنية قامت بتوفير عقد نموذجي يحدد واجبات وحقوق كل طرف المدرب والنادي على حد السواء. تبقى مسألة تحديد قيمة المنحة المستوجبة من فسخ العقد محل رضاء الطرفين من خلال إضافة ملحق عقد وإيداعه لدى الجامعة. هنالك مدرب يحصل على أجرة شهر أو شهرين أو ربما لا يقع خلاصه في مدة العمل الفعلية وهو ما يتحمله المدرب بالدرجة الأولى على أرض الواقع يوجد مدربان اثنان يقومان بإحالة العقد قبل إمضائه على انظار محام لكن باقي المدربين لا يقومون بذلك لأن هامش الاختيار لديهم ضيق للغاية.
• يوسف الزواوي وعقده الذي يربطه بالنادي البنزرتي أثار جدلا ورفضت الجامعة المصادقة عليه بداعي أنه لا يستجيب لمعيار العقد النموذج أين الإدارة الفنية من كل ذلك؟
-شخصيا- أعتقد أن مسألة عقد الزواوي بالنادي البنزرتي مسألة لا تعني إلا الطرفين المذكورين دون سواهما أيرضى الخصمان ولا يرضى القاضي !! والزواوي ليس بقاصر حتى يقع تلقينه ما يفعل ومالا يفعل وهو كما علمت لا يتقاضى أجرا من ناديه فالمشكل لا يمكن طرحه بالمرة.
• عودة إلى منتخبات الشبان ما الذي ستفعلونه إزاء مسألة تدليس الأعمار التي برعت فيها منتخبات الأفارقة ناهيك وأن منتخبات الشبان اعتادت الغياب وتعويض كل مدرب مما يجعل الأمر أشبه بالحرث في البحر؟
أظن أن تدليس الأعمار ظاهرة اشتكت منها منتخبات شمال إفريقيا كلها ونحن لم نجد حاليا أية وسيلة خصوصا وان اللاعب الإفريقي الذي يستظهر بجواز سفر ينص على تاريخ ميلاد معين لا يمكن عندها محاججته. أعود إلى مسالة المدربين نحن لا نقيل مدربا هكذا إلا بعد تقييم عمله الفعلي طوال موسمين وهي فترة لعمري كافية لإثبات جدوى العمل المنجز وبحلول الوقت المتفق عليه لا أقول نحاسب المدرب إنما نقيم عمله وننظر في مسألة فك الارتباط أو تمديد العقد.
• نفهم من كلامك ان مدرب المنتخب الوطني للأصاغر عبد الحي بن سلطان لن يقال ؟
عبد الحي بن سلطان لن يقال لأنه أنجز عملا يذكر فيشكر وعهد له بتدريب منتخب مواليد 1993 وثقتنا ثابتة فيه.